أريد حل في مشكلتي فانا طالبة متفوقة في الدراسة وبعدأن تخرجت دخلت كلية الطب واجهتني صعوبة في بدايتي وكانت مشكلتي اللغة ولم أنجح وأعدت السنة الأولى ثم نجحت.
في السنه الثانيه كان عندي تخوف شديد أن أعيد السنة وإذا ذاكرت أشعر بالنوم ومع ذلك كنت أذاكر لكني لم انجح في احدى المواد كنت احس اني ماراح انجح واشعر اني فاشله ولا استطيع النجاح كبقيه زميلاتي
(مع العلم اني ارسب في ماده واحده فقط) كنت افكر ان اترك الدراسه ولكن اغير تفكيري خلال دقائق تعبت من دراستي لكن لا أستطيع تركهافما الحل؟
هل التخصص لا يناسبني وعلي أن أتوقف عن الدراسةأو أغير التخصص وأريد بعض التوجيهات عن طريقة المذاكره وشكرا
بسم الله.. والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:
بداية أود أن أهنئك على تفوقك، والذي منحك القبول في كلية الطب، وهذا مؤشر قوي على أن لديك الاستعداد والقدرة والكفاءة، وبالتالي تظل مسألة السير في التخصص أمر ميسورًا 0
ولكن بودي أن أتساءل عن مدى محبتك ورغبتك في كلية الطب!
وهل بالفعل تودين أن تتخرجي طبيبة؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، أي لا تحبين تخصص الطب أو لا ترغبين أن تكوني طبيبة، كأن يكون دخولك لإرضاء الوالدين أو بتأثير خارجي، عندها ربما يكون الحل بتغيير التخصص أفضل.
أما إذا كنت تحبين وترغبين أن تتخرجي طبيبة، فسوف تواصلين التفوق بإذن الله وسوف تتخرجين وبتفوق أيضا متى ما طبقتي الخطوات التالية:
أولًا – تملكين بحمد الله مقومات النجاح والتفوق أيضا، ولكن اهتزاز الثقة لديك احدث جانب نفسي سلبي فأثر عليك، لذا ثقي في الله عز وجل أولًا.
ثم ثقي في نفسك وفي قدراتك ثانيًا، فقد اجتزت الثانوية العامة وبمعدل متميز، وبالتالي لديك القدرة والكفاءة في اجتياز المراحل التالية.
ثانيًا – ذكرت أن مشكلتك الأولى كانت اللغة، وتغلبت عليها في السنة الثانية، وبالتالي لم تعد اللغة عائقًا في مسيرتك الجامعية.
ثالثًا – تأملي معي العبارات التالية والتي كنت تردديها مع نفسك:
(كنت احس اني ماراح انجح) وهذه العبارة السلبية تمهد فعلا للفشل، فهذا أول مؤشر على تناقص الثقة بنفسك.
(واشعر أني فأشله) وهذا الشعور ربما وصلك من رسوبك في السنة الأولى، وتفكيرك السلبي يزيده مع مرور الوقت.
(ولا استطيع النجاح كبقية زميلاتي) فكيف تريدين النجاح ولديك الصوت الداخلي هذا، والذي يعمل كمهدد لمسيرتك في المذاكرة، وفي التخصص.
إذ يعتبر أقوى مؤشر سلبي معنوي تمارسينه بالفعل مع نفسك..
لذا أعتقد بأن صوتك الداخلي هو السبب الأول في نقص الثقة لديك شيئًا فشيئًا، وبالتالي توجيه تفكيرك للاتجاه السلبي، فتجدك ترددين باستمرار: لن انجح، لن امضي في التخصص، لن استطيع، إني فاشلة...
لذا حاولي الإجابة عن هذه التساؤلات مع نفسك:
مررت بثلاثة عشر سنة دراسية، وأعتقد أن نهايتها قبل الجامعة كانت بتفوق، فهل أنت فاشلة؟؟ تخرجت من الثانوية العامة بتقدير ممتاز، هل أنت فاشلة؟ كنت من أفضل طالبات المرحلة الثانوية علميًا.. فهل أنت فاشلة؟
من المؤكد..ستكون الإجابات بالنفي، لذا فأنتي ناجحة ومتميزة ولديك الكفاءة والقدرة على السير في التخصص، ولكن بدلا من التفكير السلبي أنصحك بما يلي:
رددي مع نفسك ما يلي:
- اجتزت الكثير من سنوات الدراسة بتفوق، لذا سوف أتخرج واجتاز كل المواد بنجاح وتفوق بإذن الله.
- لدى المام باللغة التخصصية حاليًا وأنا من أفضل الطالبات في التخصص، وبالتالي سوف أكون في قائمة المتفوقات.
- يوجد من زميلاتي اقل مني قدرة وكفاءة مع ذلك أجدهن يجتهدن وينجحن، ولذا سوف اكونا فضل منهن.
-اختاري أفضل الأوقات للمذاكرة، صباحًا أو بعد العودة من الكلية وبعد اخذ قسطًا من الراحة والنوم الكافي، ولا تحتاجين فيه لمقاطعة، كأن تكون للطعام مثلا، أو لاجتماع مع الأهل.
-خصصي أوقاتًا للمذاكرة تكون أكثر الأوقات هدوءا، وأكثرها تركيزًا، بحيث لا يكون لديك ارتباط وقتها.
-حددي هدفًا مميزًا لكي مستقبليًا، وتذكريه دائما وخاصة عندما يداهمك التفكير السلبي.
-تذكري بأنك من أفضل طالبات التخصص كفاءة، واستحضري هذه النقطة عندما تداهمك التصورات السلبية السابقة عن نفسك.
-أكثري من الدعاء في الصلوات وأدبار الصلوات بأن ييسر لك الدراسة وأن يعينك على المذاكرة والتفوق، فلن يخيب الله رجائك.
-أهمس في أذنك فأقول " كل التخصصات تحتاج لجهد وتعب كبير، والتفوق يحتاج لمجاهد النفس، لذا لن يكون هناك تخصصا ينجح فيه أحدا ما من غير أن يجتهد ويثابر، ويتعب.. وتذكري أن من طلب العلا سهر الليالي.
وأن من يهاب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر كما قال أبو القاسم الشابي، ولا تنس أيضا أن سنوات الدراسة لن تكون كل العمر، هي سنوات قلائل توشك أن تمر، فليكن مرورها بتميز ونقطة مضيئة في العمر 0
اسأل الله لكي ولبناتنا وبنات المسلمين بالتميز والنجاح والتفوق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
الكاتب: د. سعد بن مبارك الشهراني
المصدر: موقع المستشار